زيارة ولي العهد السعودي لمصر: بوابة لتطوير الاستثمارات المشتركة، حيث أكد خبراء مصريون أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر ستشكل نقلة استراتيجية واقتصادية وتجارية في العلاقات الثنائية بين البلدين. في تصريحات خاصة لموقع "العربية.نت" و"الحدث.نت"، شدد الخبراء على أن هذه الزيارة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكة بما يخدم مصالح الشعبين، معتبرين أن السعودية ومصر هما دعامة الاستقرار في المنطقة وحامي المصالح العربية العليا.
الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة حنان رمسيس، أوضحت أن العلاقات بين مصر والسعودية هي من أقوى العلاقات العالمية، وتستند إلى شراكة استراتيجية، وتواصل النمو. وأشارت إلى أن المصريين يشكلون جزءًا كبيرًا من العمالة في المملكة، فيما تقوم مصر بتسهيل استثمارات السعودية في عدة مجالات، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 8 مليارات دولار في النصف الأول من هذا العام.
كما كشفت رمسيس أن الاستثمارات السعودية في مصر تجاوزت 26 مليار دولار موزعة على أكثر من 8 آلاف شركة، بينما تصل قيمة الاستثمارات المصرية في السعودية إلى 4 مليارات دولار، وتضم حوالي 3 آلاف شركة. وأكدت أن البلدين يسعيان لتعزيز التعاون في قطاعات جديدة، مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، مشيرة إلى التعاون القائم بالفعل في مجال التنقيب عن الغاز مع شركة "أرامكو".
وأضافت أن السعودية أظهرت دعمًا قويًا للاقتصاد المصري، مع استثمارات جديدة بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. كما يتم العمل على تطوير منطقة "رأس بناس" لتكون ضمن المشاريع العالمية الكبرى التي تعزز تدفق الاستثمارات.
الخبير السياسي ناجي الشهابي أكد أن العلاقات بين مصر والسعودية تمتد لعقود، وتعد حجر الزاوية في العلاقات العربية. وأوضح أن المواقف السياسية والدبلوماسية للبلدين، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تستند إلى دعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 1967، وفقًا للمبادرة العربية. كما شدد على أهمية التوافق المصري السعودي في مواجهة التحديات الإقليمية.
وأضاف الشهابي أن المجلس التنسيقي الأعلى بين البلدين يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، بما في ذلك التصعيد الإسرائيلي والتهديدات الإقليمية التي تواجهها المنطقة.
وأشار إلى أن زيارة ولي العهد تأتي في وقت حاسم، حيث يتناول الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.